فن الإدارة : الإدارة الهندسية وادارة المشاريع

20 مارس 2010

هل يمكن تنفيذ المشاريع الحكومية كما خطط لها؟

Filed under: Uncategorized,خواطر — bageis111 @ 5:35 ص

مقال السبت
http://www.aleqt.com/2010/03/20/article_366271.html

هل يمكن تنفيذ المشاريع الحكومية كما خطط لها؟

كثر الحديث في الشهرين الماضيين–خصوصا بعد كارثة سيول جدة وما أعقبها من حوادث مشابهة- عن ضرورة مراجعة آلية تنفيذ المشاريع الحكومية بل ومراجعة منهجية إدارة المشاريع لجميع مشاريع الدولة، كما شددت الحكومة الرشيدة من خلال قرارات مجلس الوزراء ومن خلال تصاريح أمراء المناطق في الآونة الأخيرة على ضرورة تنفيذ المشاريع بالشكل والسرعة المطلوبين، و تساءل الناس في مجالسهم الخاصة منها والعامة: هل هناك أمل في تنفيذ أي مشروع إنشائي حكومي في وقته المخطط له وبتكلفته المقدرة مسبقا وبالجودة المطلوبة المنصوص عليها في العقود، ويظهر أن أغلب المتداخلين وصلوا إلى نتيجة حتمية وهي أن تحقيق هذا يعد ضربا من الأحلام. ولكن أيضا–ولله الحمد- لا يخلو من ضمن المتداخلين في هذا الحديث من وجود فئة متفائلة يؤكدون أن تحقيق المعايير الثلاثة للنجاح (الوقت والتكلفة والجودة) مستحيل ولكن تحقيق معيار واحد منها أمر قابل للتحقيق والإنجاز!

 وهنا لا بد أن نشير إلى الفرق بين آلية تنفيذ المشاريع وبين منهجية إدارة المشاريع فالمنهجية تفرز آلية التنفيذ وتؤطرها فالمنهجية قد تكون واحدة وتتضمن عدة آليات لتنفيذ المشروع، كما أن المنهجية هي سلسلة من التعليمات والمبادئ التي تطبق على حالات معينة في بيئة المشروع وهذه التعليمات والمبادئ ممكن أن تكون على شكل قائمة من المهام والأعمال وهي طريقة معينة واضحة المعالم تستخدم على امتداد فترة حياة المشروع. منهجية المشروع لا بد أن تقود العمل الذي يقوم به فريق عمل المشروع خلال دورة حياته وبالتالي لا بد لكل عضو من أعضاء الفريق أن يكون واعيا لمهامه وواعيا للمنهجية التي يتبعها فهي نقطة الالتقاء لفريق العمل.

 فهل صحيح أن تحقيق المعايير الثلاثة أمر مستحيل؟ وعلينا أن نقتنع أن هذه طبيعة الأمور التي قد تعد من سنن الحياة، ومن التعقل أن نطلب المستطاع وألا نكون قاسين في الحكم، فمن لم يشارك في تنفيذ المشاريع يجهل صعوبات التنفيذ ويجهل صعوبات الإدارة، فالمشكلة عميقة وموجودة في جميع الدول، ألم نسمع عن مشروع مبنى البرلمان الأسكتلندي الذي افتتح في 2004 ميلادية الذي تعدت تكلفة إنشائه عشرة أضعاف التكلفة المقدرة له وتجاوز وقت تسليمه المفترض بثلاث سنوات، حيث كانت تقديرات تكلفته الابتدائية تتراوح بين 10-40 مليون جنيه استرليني بينما كانت التكلفة الفعلية هي 414 مليون جنيه استرليني! وهذا مثل واحد من المشاريع ضمن آلاف المشاريع حول العالم التي فشلت في تحقيق هذه المعايير الثلاثة مجتمعة.

 الإجابة عن هذا السؤال بالنفي المطلق قد تكون صعبة جدا  بل ستكون محرجة للمتخصصين في إدارة المشاريع الإنشائية (إدارة التشييد) إذا ما أصروا على أن العصا السحرية في تطبيق منهجية سليمة لإدارة المشاريع، وأن تحقيق هذه المعايير الثلاثة دون أي انحراف عن المخطط له هو سهل المنال، لأن السؤال الذي سيواجهونه هو: ما تلك المنهجية؟ وبالتالي سيكون جوابهم ”المفترض’’ أن لكل نوع من المشاريع منهجية تناسبه وقد لا تناسب غيره وعملية اختيار المنهجية المناسبة تحتاج إلى خبراء ومتخصصين يشكلون لجاناً لدراسة المنهجيات المتوفرة أو ابتداع منهجية جديدة تتوافق مع طبيعة المشروع وحجمه ودرجة تعقيده ومدته وطبيعة المنظمة المنتمي إليها.

 أما الإجابة بالقبول المتحفظ فقد تكون أنسب وأكثر إقناعا، لأن الفرد عليه العمل وأخذ جميع الاحتياطات أما النتائج فهي في علم الله. لا تعني هذه الإجابة مطلقا أن منهجية إدارة المشاريع ليست مهمة، بل أقول إن المنهجية أكثر من مهمة وقد وصلت إلى درجة الضرورة، ولكن الهدف دائما لهذه المنهجيات هي أن تُجعل عمليات إدارة المشاريع جزءا من ثقافة العمل اليومية والسبيل لتحقيق ذلك هو التوجه للعمليات القياسية وهذا يعد مطلباً أساسياً ورئيساً. بل إن تحقيق هذه المعايير الثلاثة ليس أمرا مستحيلا على الإطلاق ولكن في الوقت نفسه ليس بأمر سهل المنال.

 ما يساعد على القرب من تحقيق هذه المعايير الثلاثة هو أن جميع الوزارات الحكومية وصلت حد النضج ووصلت بمشاريعها –أو أغلبية مشاريعها- إلى مرحلة الأنموذج المتكرر، وبالتالي إدارة المشاريع تصبح ذات طابع مؤسساتي An Institutionalize Process وهذا يجعل المخرجات من هذه العمليات متوقعة بشكل كبير، وكنتيجة لذلك تصبح إصابة المعايير الثلاثة أعلاه بنجاح أمراً ممكنا لكل مشروع. ولكن هناك شروط لا بد من تحقيقها للظفر بنتائج مرضية، ومن أهم هذه الشروط:

 أولا: منهجية إدارة المشاريع لا تكون منعزلة بذاتها عن باقي العمليات الإدارية والتنظيمية للوزارة أو للجهة الحكومية بل لا بد أن يكونا متكاملين متداخلين مع بعضهما البعض يدعم كل منهما الآخر.

 ثانيا: أي تغيير في العمليات الإدارية والتنظيمية للمنظمة له تأثير على منهجية إدارة المشاريع والعكس صحيح وبالتالي التحديث والتعديل دائما مطلوب، فكلاهما ليسا بموادٍ جامدة بل هما عمليات ديناميكية لا بد لها أن تتصف بالمرونة والتأقلم السريع مع طبيعة المشروع وحجمه ومدته والهدف منه … إلخ.

 ثالثا: وجود جهة تتابع وتهتم بمنهجية إدارة المشاريع، فالمنهجية تحتاج إلى من يرعاها ويتأكد من تطبيقها بالشكل الصحيح ويعزز ويدعم دور من ينتمي إليها كما يرعى تقدمها وتطورها وتحديثها ولا بد أن تكون هذه الجهة ذات صلاحية وذات تواصل مباشر مع الإدارة العليا للمنظمة فبدون الدعم المباشر من الإدارة العليا للمنظمة لن تصل منهجية إدارة المشاريع إلى نتائج مرضية.

 رابعا: المنهجية لا بد أن تحقق تحالفا بينها وبين أهداف المنظمة التجارية إن وجدت، وفي حال المنظمات الخدمية الحكومية فالتحالف يكون مع رضا المستفيد من الخدمة.

 خامسا: في الغالب كل شيء له ماض بشكل مؤكد، ونحن نحاول جاهدين أن نستدعي المستقبل، ولذلك علينا أن نفحص طريقة سير المشاريع في الماضي لذات المنظمة وأن نستفيد من ماضيها في تنفيذ مشاريعها وأن نستفيد من الأخطاء السابقة حتى لا نقع فيها.

 سادسا: منهجية إدارة المشاريع لها علاقة وثيقة بالتقدم وصنع القرارات، ولذلك لا بد أن تتضمن مجموعة من العمليات التي تحتوي بداخلها على مجموعة من الإجراءات وهذه الإجراءات لها نقاط واضحة مرجعية لصانع القرار وفي ذات الوقت مجموع هذه العمليات والإجراءات لا تغفل عن تحديد وقت صناعة القرار وكيفيته وأسبابه الداعية له، كما لا تغفل عن تسجيل التقدم بكل معطياته بشكل ميكانيكي متقن.

 سابعا: المنهجية قد تتضمن بداخلها عدة منهجيات تتوافق مع نوعيات مختلفة من المشاريع وبالتالي استراتيجية المشروع هي ضمن المنهجية وتحديدها في المراحل الأولى من المشروع يساعد على اختيار المنهجية الثانوية المناسبة لتنفيذ المشروع وإدارته.

 أخيرا، وليس آخرا – فللحديث بقية – عديد من منهجيات إدارة المشاريع المستخدمة اليوم تهدف إلى إصابة أهدافها في تحقيق المعايير الثلاثة ولكن – وللأسف-  إما أن تكون مستخدمة في المكان الخطأ أو تطبق بشكل مجتز يحرمها من اكتمال عقدها، فليس هناك منهجية صحيحة ومنهجية خاطئة بل المسألة مسألة تختص بالتطبيق بشكل مناسب وفي المكان المناسب ومن أعضاء فريق عمل مناسبين.

 د. عبد الرحمن بن سالم باقيس

عنوان بريد إلزامي لكل شخص .. ضرورة اقتصادية وتنموية

Filed under: Uncategorized,خواطر — bageis111 @ 5:33 ص

مقال الخميس
http://www.aleqt.com/2010/02/25/article_354856.html
عنوان بريد إلزامي لكل شخص .. ضرورة اقتصادية وتنموية

د. عبد الرحمن بن سالم باقيس
تحرص الدولة – حفظها الله – على الاستمرار في حصر تعداد السكان والمساكن لما له من فوائد كبيرة تسهم في تسهيل عمل الوزارات وخاصة وزارة الاقتصاد والتخطيط من خلال مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات. التعداد السكاني على الأبواب بمشاركة الآلاف في عملية الإحصاء للسكان والمساكن لعام 1431هـ، ارتباط السكان بالمساكن ارتباط وثيق يتجاوز الاشتقاق اللفظي ويصل إلى أهمية ربط معلومات السكان بالمساكن والعكس، فبغير ذلك تتلاشى الكثير من أهمية هذه العملية. قبل أيوم سعدنا بخبر توقيع شركة جوجل العالمية اتفاقية مع مؤسسة البريد السعودي، وذلك لاستخدام النظام الرقمي للعنونة التابع للبريد السعودي بهدف تطبيقها على أنظمتها الجغرافية. الفوائد المرجوة عديدة تأتي في مقدمتها تسهيل عمليات الوصول إلى عمليات النجدة والإسعاف والإطفاء وأيضا تسهيل عمليات الوصول والتعرف على المواقع للأغراض التجارية والسياحية والاجتماعية.

كما أن الفوائد يمكن لها أن تتضاعف عند اقتران العنوان البريدي بمعلومات الشاغر له وتسجيل ذلك بشكل رسمي، فينتج عن ذلك تعريف رسمي لعنوان كل فرد من المواطنين والمقيمين وبالتالي يسهل ذلك العمليات الأمنية.

ترقيم المباني وعنونتها بحد ذاته قد يكون مفيدا ولكن فائدته محدودة نوعا ما على عكس إذا ما تم بناء شبكة معلومات حول العنوان من بيانات مالكيه وساكنيه وربط هذه المعلومات بجميع المستندات الرسمية مثل بطاقة الهوية المدنية أو الإقامة و برخصة القيادة وبجواز السفر وبمعلومات الحسابات البنكية وبمعلومات الجهات الخدمية مثل الكهرباء والاتصالات والبريد وغيرها. الخطوة الأولى تأتي بالترقيم للمباني ومن ثم تحديد عنوان بريدي لكل عنوان سكنيا كان أم تجاريا ثم توثيق معلومات الشاغر لهذا العنوان في جداول البيانات والمعلومات ثم إلزام كل فرد من المواطنين أو المقيمين بتسجيل عنوانهم البريدي عند القيام بأي معاملة حكومية أو بنكية أو خدمية وبالتالي سيسجل الجميع معلوماتهم قصرا وإلا ستتعثر معاملاتهم ولن يبارحوا مكانهم. كما أن العنوان سيكون معتمدا كوسيلة للتواصل مع المواطنين والمقيمين لدى جميع الدوائر الحكومية بعد توثيقه وتسجيله رسميا. عند القيام بذلك سيحقق عديد من الفوائد منها على سبيل المثال لا الحصر التالي:

1.  سهولة المتابعة والمراقبة الأمنية.

2.  سهولة التعامل مع المعاملات الحكومية عن طريق المراسلة وعدم الالتزام حضوريا إلى الدائرة الحكومية، مثال ذلك تجديد رخصة القيادة، تجديد بطاقة العائلة أو البطاقة المدنية، تجديد الإقامة، وغيرها من الطلبات، وبالتالي لن يكون هناك عناء في الوصول إلى الدوائر الحكومية والانتظار لإتمام عملية يمكن عملها بواسطة المراسلة بسهولة.

3.  سهولة تقدير احتياجات كل منطقه من خدمات بناءً على معلومات قاطنيها.

4.  عند اعتماد العنوان البريدي من الجهات الحكومية واعتماد التعامل بواسطة المراسلة سنقلل من مساحات الدوائر الحكومية بتصغير مساحات استقبال الجمهور والمراجعين وتصغير مساحات مواقف السيارات «إن وجدت»، وبالتالي تقليل تكاليف الصيانة والتشغيل على مرافق الدولة.

5.  التعداد السكاني سيكون مسألة إلكترونية سهلة، وبالتالي تخفيف تكاليف إجراء التعداد للسكان والمساكن والتي تصل إلى ملايين الريالات.

عملية إنشاء العنوان البريدي لا تخلو من الحس الفني والتقني العالي حيث إن العنوان البريدي قد يبدأ برموز يتعارف عليها وتكون رموزا قياسية تبدأ بترميز أسماء المدن ثم تقسيم كل مدينة إلى مجموعة من القطاعات ثم يقسم كل قطاع إلى مجموعة أصغر من الأحياء ثم تتناقص الدائرة من الرموز إلى أن تصل إلى رقم الوحدة السكنية أو التجارية ذاتها.

وهناك أيضا معوقات للوصول إلى هذا التقدم، غالبا تكون معوقات اجتماعية ثقافية في تقبل التغيير و اعتماد المراسلة كوسيلة رسمية للمعاملات الحكومية، كما أن مشكلة وجود بعض العشوائيات داخل المدن يعد مشكلة وأيضا هناك معوق يتشكل من تجربتنا السابقة قبل عامين تقريبا عندما تم تكسير صناديق البريد للمنازل والتي أصبحت ظاهرة في ذلك الوقت. ربما يكون اعتماد العنوان البريدي بشكل رسمي وإلزامي «مجاني» للجميع أحد السبل لتجاوز هذه المعوقات.

المتخصصون مطالبون بدعم نشر الوعي حول إدارة المشاريع

Filed under: Uncategorized,خواطر — bageis111 @ 5:31 ص

مقال الاربعاء
http://www.aleqt.com/2010/01/06/article_328234.html

باقيس يشيد بمقال الدكتور العريني ويؤكد:
المتخصصون مطالبون بدعم نشر الوعي حول إدارة المشاريع

نشرت جريدة ”الاقتصادية” الغراء في 7/12/2009 م مقالا موفقا للدكتور سليمان بن علي العريني بعنوان ”مدينة جدة .. نموذج لإدارة المشاريع”. ولأهمية ما ذهب إليه الدكتور العريني أجد أنه من الواجب علينا كمتخصصين في إدارة المشاريع أن ندعم نشر الوعي حول ماهية إدارة المشاريع وأهميتها وطرق تطبيقها، خصوصا بعد اعتماد ميزانية المملكة العربية السعودية لعام 1431/1432 هـ، حيث تواصل المملكة المضي قدما في مشاريعها التنموية.

إن إدارة المشاريع اليوم وصلت إلى حد الاحترافية وأصبحت تخصصاً معتمدا في كثير من دول العالم، وما كان هذا الظهور والاعتماد العالمي لهذا التخصص إلا نتيجة طبيعية لحاجة المجتمعات إليه.

في الماضي كانت مسألة إدارة المشاريع تبنى على الخبرة العملية وتستأنس بآراء ونظريات الإدارة العامة، أما اليوم وفي عصر التخصص أصبح هناك تخصصا قائما بذاته يركز على المشاريع وعوامل نجاحها، كما تعدى ذلك إلى الوصول إلى نظريات خاصة بالمشاريع كنظريات الإدارة المالية للمشاريع وما تشملها من نظريات دراسة التدفقات المالية للمشاريع وحساب التكلفة التقديرية للمشاريع وإدارة القيمة وإدارة المخاطر في المشروعات وإدارة الموارد ونظريات الجودة وغيرها كثير. كما ظهر عديد من الشهادات المهنية والمناهج الاحترافية لإدارة المشاريع مثل PMP & PRINCE2 وغيرهما.

الواقع المعمول به في الشركات الضخمة مثل ”أرامكو” و”سابك” و”التحلية” و”شل” وغيرها يدلل على أهمية اتباع منهجية واضحة وثابتة مع اتسامها بالمرونة المنطقية المعقولة. كما أن المنهجية وسيلة مهمة لتوضيح المسؤوليات والمراحل للمشروع، وتعد وسيلة مهمة جدا في الضبط والتحكم في المشاريع. كما أنها تساهم بشكل كبير في دراسة المشروع وتتبع خطواته وتحديد معايير نجاحه وتحديد معايير الأداء له. وهي تؤمن المعلومة عن المشروع لجميع الأطراف وتطبق آلية للقرارات الخاصة بالمشروع وهي وسيلة ناجحة لتسجيل جميع المستندات التي أدت إلى اتخاذ قرار معين مدعوما بالدراسات والمعطيات التي أدت إلى ذلك القرار، كما أنها وسيلة لنشر الوعي والمعرفة حول المشروع ومتطلباته ومعطياته لجميع فريق العمل وبالتالي توفر الفهم الجيد لدى فريق العمل للعمل المقدمين عليه.

الحادث الرهيب والكارثة التي حصلت في مدينة جدة في يوم عرفة لحج 1430هـ من سيول وأمطار غزيرة وما تبعها من أمر سام كريم من خادم الحرمين الشريفين وتشكيلة للجنة لتقصي الحقائق ومحاسبة المقصر لهو قرار حكيم من ملك اتشح بالحكمة. وكلنا أمل أن تصل هذه اللجنة إلى موقع الخلل وأن تستخلص توصيات تهتم بضرورة وجود آلية ومنهج لإدارة المشاريع في جميع القطاعات الحكومية.

مع الأسف أعتقد جازما أن هذه اللجنة ستصادف الكثير من المشاكل والصعوبات في تحديد المسؤول وذلك بسبب عدم وجود منهجية إدارة المشاريع وعدم وجود ما يسمى Gating System الذي يسهل عملية تقصي الحقائق وتسهل عملية فحص القرارات السابقة الخاصة بمشروع تصريف مياه السيول والأمطار.

النقاط الإيجابية لوجود منهج لإدارة المشاريع التي ذكرتها آنفا ستكون معدومة وبالتالي الحكم على قرار دون الرجوع إلى ما أدى إلى صناعة هذا القرار وعدم وجود مستندات تثبت آلية صناعة القرار في ذلك الوقت أخشى أن تكون معضلة رئيسة لتحديد المسؤول.

النظريات الإدارية الخاصة بصناعة القرارات توضح جليا أنه المهم ليس القرار ذاته فهو عرضة للصواب والخطأ ولكن الأهم من القرار هو كيفية صناعة القرار والآلية المتبعة لصناعة القرار. فالإنسان مسؤول عن بذل الجهد وأما النتيجة فهي في علم الله، والشخص مسؤوول عن بذله للجهد وليس مسؤولا عن النتيجة فهو بشر يصيب ويخطيء. ولذلك شددت النظريات الإدارية المعاصرة على أهمية وجود آلية لصناعة القرارات وهذه الآلية تكون متضمنة لآلية الدراسات والاستشارات وتكون حصيلة جهد جماعي من متخصصين ولا يترك الأمر لصانع قرار فردي وهذا تفاديا للقصور البشري في العلم والمعرفة وسوء التقدير. الرأي الجماعي يقلل بالتأكيد من هذه المشاكل ولذلك تبنى آلية صناعة القرارات على ذلك والمسألة ليست فردية مطلقة.

واقع ممارسة إدارة المشاريع وكما أشار إليها الدكتور العريني تبين نقصا في الكوادر المهنية المؤهلة علميا وعمليا لإدارة مشاريع الدولة العملاقة، ونحن نرى زملاءنا في الوقت الذي كنا فيه حديثي التخرج ”مهندسين حديثي التخرج” يتحملون عبء التنسيق والمشاركة في إدارة مشاريع ضخمة تصل قيمتها إلى الملايين بل المليارات وهم غير مؤهلين لذلك. ولكن وجدوا من يرميهم في البحر ويقول لهم عليكم السباحة والنجاة. هذه المشكلة حقيقةً، وما التوصية التي أصدرها مجلس الوزراء السعودي في 5/1/2009 م بقيام وزارة المالية بالاشتراك مع الجهات الحكومية ذات العلاقة بدراسة موضوع تطبيق منهج إدارة المشاريع من جميع جوانبه والرفع عن ذلك لمجلس الوزراء (خلال ستة أشهر من تاريخ صدور القرار) إلا دليل على وجود هذه المشكلة من نقص في الكوادر المؤهلة لإدارة مشاريع الدولة، وأرجو من الله أن تكون التوصيات لصالح هذا القرار وأن يتم تطبيقه عاجلا غير آجل.

د. عبد الرحمن بن سالم باقيس

أنشئ موقعاً أو مدونة مجانية على ووردبريس.كوم.